ذات مساء … راودني طيفك
همس بأذني …
يا ولدي … كم أشتاق إليك
كل مساء … يأتيني
.. فيبكيني
أشتاق .. لحضنك .. ضميني
يا أمي .. رغم كبر سني …
والزوجة .. والأولاد ..
وعالم .. آخر يجذبني ..
وغربة .. على أمواج الآلام
تعصف بي ..
بعيداً عن عينيك ..
يا أمي …
ضميني إليك ..
هدني العمر ..
وطول الغربة تضنيني
إبحاري … بلا سفن
تقربني .. منك..
وأسير طريقي إلى عينيك ..
لكن الموج يغالبني ..
يقذفني .. بالشط الآخر ..
وأعود أغالب أحزاني ..
وجراحاتي .. من أجلك .. أنت
أبحث في أوراقي ..
عن خطاباتك .
عن أحلامي ..
وأشتاق .. لذاك اليوم ..
وأنت تضميني ..
ودموعك تنساب … على خديك
ودموعي .. تغسل أوزاري ..
وبعادي عنك ..
أمي … مشتاق أن ألثم كفيك
أمي .. أشلاء الإنسان .. بصدري
من دونك .. لا شئ ..
وبقايا مشاعر فياضة ..
تتراءى ..أمامي
كسراب .. أو كصدى الصوت ..
وتراب الأرض .يناديني ..
عد .. قد طال الوقت ..
وطريق العودة .. مقطوع
أصعب مليون مرة .. من يوم أتيت ..
ودروبي صارت مجهولة ..
أخطو نحو الشيب …
لا أعرف هل سأعود .. إليك
واراك .. قبل الموت ..
أم تأتيك رفاتي
بصندوق خشبي..
لا يعرف إلا رائحة .. الكافور
لا يعرف طعماً .. لمشاعر إنسان
أضناه .. منذ زمان ..
فراقك .. حد الموت ..!!!